بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
ظلموكَ يا قلبي فكل قصيدة ٍ *** أشدُو بها سألوا من الحسناءْ
من ألهمتهُ .. فإن سَكَتُّ تهامسوا *** و إذا نفيتُ تغامزَ الرفقاءْ
و إذا ذكرتُ العينَ قيلَ عيونها *** سودٌ .. و قال البعض بل خضراءْ
فإذا ذكرتُ اللونَ قالوا كاذبٌٌ *** شغلته عن شعر الهوى حواءْ
ظلموكَ يا قلبي فَرُبَّ قصيدةٍ *** ضَحِكَتْ و إنَّ مِدادَها لَبُكاءْ
أو رُبَّ قافية نسجتُ رَوِيَّهاٌ *** يهتزُّ ريا .. و الشفاء ظماءْ
أو ربما قلتم دموعُ قصائديٌ *** وَجْدا ً و هنَّ رسائلٌ خرساءْ
أرسلتها للنورِ نورا ً فارتقتْ *** روحي و عانقها رضا و صفاءْ
لله هل لي من حبيبٍ مثلهُ *** هل لي سواهُ .. و ما سواهُ سواءْ
كل الأحبة قبلهُ أو بعدهُ *** وَهْمٌ و كل هوى سواهُ هواءْ
لا تظلموا الشعراءَ إن أنِينَهم *** دمعٌ و إن دموعهم لَدماءْ
هم ملوكُ الحبِّ في زمنٍ به *** الرايةُ العُليا هي البغضاءْ
هم يألمون لما يرونَ بِكَوْنِهِمْ *** فلِضِدِّها قد صارتِ الأسماءْ
فالحب جنسٌ و العواطفُ عملةٌ *** صدَأتْ و جُلُّ قلوبنا سوداءْ
و الحق زيفٌ و الحقيقةُ باطلٌ *** و الصدق كذبٌ أملسٌ و رياءْ
و العدل ظلمٌ .. و العدالةُ كفةٌ *** لا كفتانِ تحُفُّها الأهواءْ
و الناس موتى و الضمائر طفلةٌ *** وُئِدَتْ و موتانا همُ الأحياءْ
و الشرقُ غربٌ و الذئابُ تخاطفتْ *** لحمَ الشعوبِ .. و كلهن سواءْ
و العالمُ المجنون يقتل بعضه *** بعضا ً و تدفنُ نفسها الأشلاءْ
ماذا جرى للناس هل هم أخوة *** أم يا تُرى هم أخوة أعداءْ
و الناس غرقى أين نوحُ و أينهَا *** أين السفينةُ ردتِ الأصداءْ
لا نوحُ .. لا سفنٌ لننجو فوقها *** فالموجُ داخلنا و نحن الماءْ
فلننجُ منا .. نحنُ بالحبِّ السفينةُ *** نحن نوح إننا شعراءْ
ظلموكَ يا قلبي فكل قصيدةٍ *** أشدوا بها سألوا من الحسناءْ
فإذا شدوتُ الحبَّ شعراً فاعلموا *** ما كل حبٍ هَمُّهُ حواءْ
لا تظلموا قلبي فما كل الهوى *** أنثى و ما كلُّ الغرامُ نساءْ